أحدث الأبحاث

تفاصيل غير مسبوقة لـ"سديم رأس الحصان"

نشرت بتاريخ 20 مايو 2024

جيمس ويب الفضائي يلتقط صورًا هي الأكثر تفصيلًا لـ"سديم رأس الحصان" منذ اكتشافه قبل 136 عامًا

شادي عبد الحافظ

ركز الباحثون على دراسة ما يسمى بمناطق سيطرة الفوتونات
ركز الباحثون على دراسة ما يسمى بمناطق سيطرة الفوتونات

NASA, ESA, CSA, K. Misselt (University of Arizona) and A. Abergel (IAS/University Paris-Saclay, CNRS)

Enlarge image

التقط فلكيون من مرصد جيمس ويب الفضائي أدق صور لـ"سديم رأس الحصان" في نطاق الأشعة تحت الحمراء، وفق دراسة نشرتها دورية "أسترونومي آند أستروفيزيكس" (Astronomy & Astrophysics).

ويُعرف "سديم رأس الحصان" أيضًا باسم "بيرنارد 33"، نسبةً إلى عالِم الفلك الأمريكي إدوارد بيرنارد الذي نشر أول صورة له في عام 1913، أما عالِمة الفلك الإسكتلندية "ويليمينا فليمنج" فقد اكتشفته عام 1888، وهو سحابة من الغاز والغبار الـ"بين-نجمي" تقع على مسافة حوالي 1300 سنة ضوئية من الأرض.

يقول كارل ميسيلت -الباحث من مرصد ستيوارد التابع لجامعة أريزونا، والمشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": رؤيتنا غير واضحة لمثل هذه الأجرام السماوية بسبب تأثير الغلاف الجوي، لذا فإن جيمس ويب مع مراياه الكبيرة والذي يقع بعيدًا تمامًا عن الأرض يحل تلك التحديات.

يضيف "ميسيلت": أجهزة كشف الأشعة تحت الحمراء الحساسة المدمجة في أدوات مثل "ميري" و"نيركام" على متن التلسكوب تساعد العلماء على اختراق سحب الغاز والغبار في السحابة لتبيان أدق تركيب لها.

وركز الباحثون على دراسة ما يسمى بمناطق سيطرة الفوتونات، وهي مناطق من السحب بين النجمية حيث يكون لفوتونات الأشعة فوق البنفسجية تأثيرٌ كبير، وتكون بمنزلة المصدر الرئيسي للحرارة، وفق البيان الصحفي الصادر عن وكالة ناسا.

Enlarge image

وعادةً ما توجد مناطق سيطرة الفوتونات في حواف السحب الجزيئية العملاقة، وفي حالة سديم رأس الحصان فقد ركز الفريق البحثي على الجزء العلوي من سحب الغبار والغاز المميزة للسديم.

يقول "ميسيلت": في مناطق سيطرة الفوتونات بسديم رأس الحصان، يتفاعل الضوء الصادر من نجم شاب يسمى "سيجما الجبار" مع سحب الغاز والغبار وينحتها، وهذا تحديدًا ما تكشفه ملحوظاتنا وتُظهره الصور الجديدة بوضوح غير مسبوق.

ويتابع: عندما تتفاعل الفوتونات الصادرة من النجم الشاب اللامع مع سطح السحابة الجزيئية، فإنها تدمر الجزيئات وتؤين الذرات وتفكك الغبار، ما يعيد تشكيل تلك المنطقة تمامًا.

ويوفر الضوء المنبعث من مناطق سيطرة الفوتونات أداةً مهمةً لدراسة العمليات الفيزيائية والكيميائية المسؤولة عن تطور السدم ونموها مع الزمن، الأمر الذي يؤثر بدوره في فهم العلماء لأصول النجوم ونشأتها في مجرتنا درب التبانة وغيرها من المجرات، وفق "ميسيلت".

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.154