أحدث الأبحاث

دليل على وجود ثالث أكبر ثعبان بحري في المغرب

نشرت بتاريخ 30 مايو 2024

يمكن مقارنته بالثعابين البحرية الكبيرة مثل الأناكوندا الحديثة من حيث الحجم ونمط الحياة المائي

شروق الأشقر

عُثر على
حفريات من نوع باليوفيس أفريكانوس في عدة مواقع جغرافية

عُثر على حفريات من نوع باليوفيس أفريكانوس في عدة مواقع جغرافية


Fadwa Aniny

Enlarge image

اكتشف فريق من العلماء فقرة جذعية لثعبان بحري تقدم دليلًا على وجود ثعبان من نوع "باليوفيس أفريكانوس" (Palaeophis africanus)  في المغرب قبل نحو 41 مليون عام.

ووفق الدراسة التي نشرتها دورية " هيستوريكال بيولوجي" (Historical Biology)، فإن "الفقرة الجذعية يبلغ طولها ثلاثة سنتيمترات تقريبًا، وتتميز بعدة خصائص هيكلية مثل الضغط الجانبي الضعيف، والزيجوسفين السميك، والقناة العصبية المنخفضة".

وأوضح الباحثون أن هذه الفقرة تعود إلى ثعبان من عائلة "الباليوفيديا" (Palaeophiidae)، وهي فصيلة منقرضة من الثعابين البحرية.

تقول فدوى عنيني -طالبة الدكتوراة في الحفريات الفقارية بجامعة الحسن الثاني بالمغرب، والمؤلف الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": عائلة الباليوفيديا من العائلات الغامضة والمثيرة للاهتمام في تاريخ الثعابين المنقرضة.

ويرجح الباحثون أن "الثعبان المكتشف ينتمي إلى نوع باليوفيس أفريكانوس، وهو أحد ثلاثة أنواع ضمن جنس ثعابين باليوفيس، ويُعد بين أكبر الثعابين البحرية التي عاشت على وجه الأرض".

ويمكن مقارنة ثعابين باليوفيس بالثعابين البحرية الكبيرة مثل الأناكوندا الحديثة من حيث الحجم ونمط الحياة المائي؛ إذ تُعد ثعابين الأناكوندا الخضراء والثعبان الشبكي من أكبر الثعابين التي تجيد التكيف مع البيئات المائية في العصر الحديث.

فدوى
عنيني طالبة الدكتوراة في الحفريات الفقارية بجامعة الحسن الثاني بالمغرب

فدوى عنيني طالبة الدكتوراة في الحفريات الفقارية بجامعة الحسن الثاني بالمغرب


Enlarge image

عُثر على حفريات من نوع "باليوفيس أفريكانوس" في عدة مواقع جغرافية، منها نيجيريا، وتوجو، وأنجولا، وأمريكا الجنوبية، مما يشير إلى توزيع جغرافي واسع، لذا يُعد الاكتشاف الجديد من المغرب تأكيدًا على اتساع انتشار تلك الأنواع من الثعابين العملاقة في الماضي السحيق.

تقول "عنيني": عاشت هذه الثعابين في المياه البحرية أو في البيئات القريبة من الساحل ذات المياه المالحة والعذبة خلال فترة زمنية امتدت من العصر الطباشيري المتأخر إلى عصر الإيوسين المتأخر، وتم تسجيلها في مناطق جغرافية واسعة، مما يعزز فكرة أن هذه الثعابين كان لديها قدرات مائية متقدمة.

ومما لا شك فيه ان استمرارية البحث والدراسة للكائنات المنقرضة يثري معرفتنا بتاريخ الحياة على الأرض، ويسهم في فهم أعمق للتغيرات البيئية والتطورية التي شهدها كوكبنا عبر الأزمنة المختلفة، وفق "عنيني".

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.168