أحدث الأبحاث

اكتشاف ثلاثة من أقدم نجوم الكون

نشرت بتاريخ 2 يونيو 2024

تساعد النجوم المكتشَفة العلماء على فهم تطور المجرات القزمة

شادي عبد الحافظ

تقع النجوم الثلاثة في هالة درب التبانة ويبدو أنها تشكلت عندما كانت المجرات الأولى في طور التشكل
تقع النجوم الثلاثة في هالة درب التبانة ويبدو أنها تشكلت عندما كانت المجرات الأولى في طور التشكل
Serge Brunier; NASA Enlarge image

اكتشف فريق من علماء الفلك بقيادة باحثين من "معهد ماساتشوستس للتقنية" ثلاثة من أقدم نجوم الكون تبلغ أعمارها ما بين 12 إلى 13 مليار سنة، وتقع في الهالة المجرية على مسافة 30 ألف سنة ضوئية من مجموعتنا الشمسية.

والهالة المجرية هي المنطقة المحيطة بالمجرة، وتمتد إلى ما هو أبعد من هيكلها الرئيسي المكون من النواة والأذرع، وفق الدراسة التي نشرتها دورية "مونثلي نوتيس" التابعة للجمعية الملكية لعلم الفلك.

تقول "آنا فريبل"، رئيسة قسم الفيزياء الفلكية في معهد ماساتشوستس وقائدة الفريق البحثي: "بحثنا في البداية عن النجوم ذات الوفرة المنخفضة في عنصر الباريوم، وانتابني الفضول لمعرفة المزيد عن هذه النوعية من النجوم، إنها جزء من شجرة عائلتنا الكونية، ولدينا الآن طريقة جديدة للعثور عليها".

ويُعد وجود الباريوم بوفرة منخفضة أحد الدلائل على النجوم القديمة في الكون، التي تشكلت بعد وقت قصير من الانفجار الكبير الذي حدث قبل 13.8 مليار سنة، وقاد ذلك الفريق البحثي إلى تضييق دراستهم على ثلاثة نجوم تم رصدها بواسطة تلسكوب ماجلان العملاق في تشيلي بين عامي 2013 و2014.

لكن الأغرب أن "تلك النجوم الثلاثة -التي أطلق عليها الباحثون (SASS)- لا تنتمي أصلًا إلى مجرة درب التبانة؛ إذ إن كل نجم كان ينتمي في السابق إلى مجرة بدائية أصغر امتصتها مجرة درب التبانة التي كانت أكبر حجمًا من تلك المجرات الصغيرة".

آنا فريبل رئيسة قسم الفيزياء الفلكية في معهد ماساتشوستس
آنا فريبل رئيسة قسم الفيزياء الفلكية في معهد ماساتشوستس
Enlarge image

تقول "فريبل" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تدور هذه النجوم الثلاثة في الاتجاه الخطأ مقارنةً بأغلبية النجوم في درب التبانة، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا جاءت النجوم من مجرة قزمة تم امتصاصها في أثناء سقوطها في درب التبانة من هذا الاتجاه الخطأ.

للتوصل إلى تلك النتائج حول حركة النجوم الثلاثة استخدم الباحثون بيانات لتتبُّع النجوم الثلاثة من مرصد "جايا" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

تضيف "فريبل": هذه النجوم يمكن استخدامها كأداة بحث مهمة، فالمجرات القزمة القديمة فائقة الخفوت بحيث لا يتمكن علماء الفلك من دراستها بعمق، وبما أن هذه النجوم ورفاقها (القريبة نسبيًّا) انتمت في يوم من الأيام إلى مجرات من هذا النوع، فقد تكون وسيلة العلماء لفهم تطور المجرات القزمة القديمة.

وتتابع: توفر تلك النجوم سبلًا واعدة لإجراء دراسات تفصيلية لبيئات تكوين النجوم المبكرة، لقد وجدنا طريقةً جديدةً لاستخدام النجوم الساطعة في درب التبانة للتعرف على المراحل الأولى للكون وبداية تكوين المجرات، نحن نكتشف الجزء الأقدم من شجرة عائلة درب التبانة بهذه الطريقة.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.165